عيد الهالوين ... مناسبة اجتماعية بنكهة مرعبة

أهلاً وسهلاً بك في عيد الرعب !!

 إنه أكثر الأعياد غرابة وأكثرها تناقضاً فرغم اسمه المخيف إلا أنه من معالمه أن يطوف الأطفال علي البيوت ويجمعون الحلوى. وهو في الأصل عيد مسيحي يعود تاريخه للقرن الثامن منذ قرر البابا غريغوريوس الثالث أن يكون اليوم الأول من نوفمبر هو عيد تكريم لجميع القديسين وتصادف ذلك مع موسم الأيام الفاصلة، فأول نوفمبر معروف بأنه يفصل الخريف عن الشتاء أو نهاية فصل الصيف و بداية فصل الحصاد وبداية موسم الظلام كما كان يطلق عليه في فرنسا والمملكة المتحدة وكان أيضاً موسما للخرافات أو الأساطير التي كان لا أحد يجرؤ وقتها على زعم أنها أساطير فقد كان مثلاً يعتقد أن هذا اليوم هو الفاصل بين الحياة والموت أى أن كل الأرواح التي قد فارقت الحياة تعود إلى عالمنا مرة أخري في ذلك اليوم وكان سكان تلك المنطقة (فرنسا وبريطانيا وأيرلندا) يسمون قديماً بشعوب السلت وهم أكثر من كانوا يؤمنوا بتلك الأساطير وكان من أبرز الطقوس لديهم في هذا اليوم هو إشعال النيران وحرق بعض المحاصيل الزراعية والحيوانات كى تقيهم آلهة الأساطير من شرور عالم الأرواح وفى عام 1647 نزح الكثير من الأيرلنديين إلى أمريكا بعد قرار إلغاء عيد القديسين من قبل البروتستانت الإنجليز واتجه الأيرلنديون إلى هناك مكملين إتباع عاداتهم وتقاليدهم في الاحتفال بتلك المناسبة وكان هذا إيذاناً ببدء انتشار الاحتفال بهذا العيد في أمريكا.

 واجه أيضاً هذا العيد انتقادات عديدة في البداية في بدايات القرن العشرين وانتهاء القرن التاسع عشر في أمريكا من قبل بعض الجنسيات الأخرى ولكن رغم ذلك انضم اليه العديد من محبى الأساطير أو الحكايات الجديدة كأن يظن بعض الشباب أن في احتفالات هذه الأعياد يمكنهم معرفة اسم شريك حياتهم المستقبلى من خلال بعض الطقوس والعادات وأيضاً خرافة أنه يمكن معرفة اسم أكثر شخص من جدودك السابقين يشبهك في الشخصية وما إلى ذلك من قصص وخرافات ساعدت في انتشار هذا العيد بشكل سريع بين الأمريكيين وخاصة الشباب ولكن في ثلاثينيات القرن العشرين شجع الإعلام المواطنين بالاحتفال بالعيد في بهجة وسعادة والبعد عن الخرافات المرعبة المتعلقة بالأرواح أو الموتى أو ما إلى ذلك واستبدلت بعض تقاليد العيد بأن يذهب الفقراء والمحتاجين إلى البيوت لأخذ بعض الحلوى مقابل الصلاة والدعاء للمتوفين لدى كل عائلة بدلاً من ترك النبيذ والطعام في الشوارع كطعام للأرواح التي تتجول في المنطقة وهذا ما جعل الكثيرون يتشجعون للمشاركة في تلك الأعياد واحتفالاتها وطقوسها.

 انتشر العديد من الخرافات بخصوص عيد الهالوين مثل أنه يجب تجنب القطط السوداء تماماً في هذا اليوم لأن بعض الساحرات قد تحول نفسها لشكل قطة كي لا يكتشفها الناس وتقوم بإيذائهم وأيضاً التشاؤم لكسر المرايا أو سقوط الملح على طاولة الطعام أو على الأرض وأيضاً أو أن ظلال الشموع ليلاً يمكن أن ترسم على الحائط وجوه أجدادك الذين توفوا منذ مئات السنين وما إلى ذلك من خرافات يعلم الغالبية العظمى أنها خرافات ليس لها أى أساس من الصحة ولكن فقط يقومون بها من أجل البهجة والضحك.

 لماذا اليقطين ؟؟ كيف أصبح اليقطين رمزاً لعيد الهالوين ولماذا ؟؟  
في البداية كان يقوم الأيرلنديون بصنع مصباح من اللفت أو البنجر أو البطاطا لظنهم أن تلك الثمار ستجذب أرواح أهاليهم الذين رحلو عنهم منذ زمن بعيد وأيضاً النار ستبعد الشياطين والأرواح السيئة ولكن بعد نزوحهم إلى أمريكا لم يجد الأيرلنديون تلك الثمار بوفرة مثلما كانت موجودة ببلادهم فاستبدلو ذلك باليقطين لكبر حجمه وأيضاً لأنهم استطاعو أن يكتبو عليه عبارات الترحيب بأهلهم و تطور الموضوع لرسم الأوجه المخيفة عليه لطرد الأرواح الشريرة.