خُلق الكون ملوناً بألوان طبيعية جميلة ولا يمكن تقليدها حيث يمكنك التأمل في الغابات و الحدائق و كل ما حولك وتفكر ملياً في كيفية بناء هذا التناسق العجيب بين كل تلك التفاصيل الدقيقة وكيفية تكون تلك الصور بجانب بعضها دون أن تسبب أي مظهراً مؤذياً للعين.
بالفعل هناك تناغم عجيب بين ألوان الطبيعة وهو ما حرك شهوة العلماء والباحثين عن كل ما هو جدير بالدراسة حول العالم لدراسة الألوان وعلومها و دلالاتها و كل شىء عنها و استنتجوا أنه بالفعل تختلف الشخصيات باختلاف الألوان التى تثير مشاعرهم، أو بمعنى أصح يمكن الإستدلال عن جوانب كثيرة في شخصيتك أو في تكوينك تبعاً لأكثر لون تحبه أو أكثر لون يشعرك بالتحسن حين رؤيته وهذا يختلف من شخص لآخر وهذا ما جعل علماء النفس هم أكثر الباحثين فى هذا المجال.
ففي مجال بحوث الطب النفسي وتأثير الألوان على الأشخاص تقوم الألوان بدور كبير ، فمثلاً يرى علماء الطاقة اللون الأحمر على أنه لون يقوي روح الانتماء ويقوي الشعور بالوطنية ، لذا فدائماً ما تستخدم السجادة الحمراء للدبلوماسيين و البعثات الدبلوماسية ويستخدم اللون ذاته في حالات العلاج النفسي المتعلقة بالاختلال الأسري أو الغربة.
واللون الأزرق الغامق يراه العلماء لون الليل والهدوء والسكون وهو اللون المفضل لكل الباحثين والمتأملين، و كل من يتطلب عملهم الهدوء الشديد و التركيز القوي فقد أثبتت الأبحاث أن العلاج باللون الأزرق للباحثين والعلماء أثر كثيراً بالإيجاب على انتاجيتهم و تركيزهم طوال أوقات العمل.
وهناك ألوان تعددت مدلولاتها الشخصية وهنا تكمن براعة الطبيب المعالج في معرفة أي درجة من درجات هذا اللون تتناسب مع أعراض معينة، فدرجات معينة من لون ما تختلف كلياً في العلاج عن درجات أكثر سطوعاً أو أفتح أو أغمق كل على حسب نوع العلاج المطلوب على سبيل المثال اللون الأصفر وهو لون له الكثير من الدلائل مثل الحرارة والشمس والأمانة والوضوح وأيضاً المرض و الضعف والذل ، ولهذا تختلف درجة الأصفر المستخدمة في العلاج النفسي طبقاً للتشخيص من قبل الطبيب.
وكما ترى عزيزي القارىء فالألوان عالم كبير لا يسعنا إلا أن نحمد الله عليه و نتأمل فيه ونستنتج منه الجديد كل يوم، فبحار العلم لا تنفد ولا ينتهي تطور العلوم و إن كنت ترى أن الألوان ليست إلا شيئاً بسيطاً كان يمكن الحياة من دونه والوصول إلى مدى التطور والتكنولوجيا الموجودة حولنا الآن فقط يكفيك أن تتخيل عالمنا هذا بالأبيض والأسود.
لا تنسى أن تشاركنا رأيك !
إرسال تعليق
إرسال تعليق