لم يصبح جديداً على مسامعنا مصطلح "المور الآسيوية " والذي يهدف منه الإشارة إلى أربع دول في شرق آسيا وهم تايوان وسنغافورة وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية وقد حصلت هذه الدول الأربع على هذا اللقب لما فاجئوا به العالم من نمو اقتصادى و حضاري كبير في فترة زمنية وجيزة من بعد أن عانت كثيراً من ويلات الحروب الخارجية والحروب الأهلية كالتى دارت في كوريا الجنوبية وأودت بحياة ما يقرب من 4 ملايين مواطن وأيضاً من جهل و فقر كبيرين إلى دول عظيمة تنافس اقتصاديتها اقتصاد أكبر دول العالم و تغزو الأسواق بصناعاتها المنافسة جودة وسعراً و حجم تجارتها المتنامى بشكل سريع كل هذا أذهل العالم و جعل هذه الدول الأربع تستحق فعلا لقب النمور.
ولكن يمكن للباحث والمتأمل فيما يدور حولنا في العالم التيقن من أن هناك دول أخري بدأت تظهر في العقدين أو الثلاث الأخارى تستحق أن تُستلهم منها التجارب وأن يرفع لها القبعة فيما حققته ووصلت إليه وعلى سبيل المثال يمكننا الحديث بكل فخر عن الدولة العربية المشرفة دولة الامارات العربية التي لم تكن قبل عام 1971 إلا قبائل عربية تسمى الإمارات المتصالحة أو ساحل عمان المتصالح ويرجع أصل التسمية إلى الهدنة التي أعلنت في القرن التاسع عشر بين المملكة المتحدة والعديد من شيوخ العرب المقيمين بتلك المنطقة وهى الآن تعد من أقوى الاقتصاديات في الخليج العربى وفى غرب آسيا وتصنف من أعلى الدول من حيث نسب الدخل على مستوى آسيا بشكل عام وهو ما يجعلها تحتل المرتبة الثانية مباشرة كثانى أكبر دولة في القوة الشرائية للفرد على مستوى العالم واقتصادها الكلى يحتل المرتبة الواحد وعشرون على مستوى العالم من حيث أسعار الصرف في السوق.
كذلك يمكن الحديث عن باكستان و الهند كدول استطاعت تطوير نفسها بشكل كبير خاصة فى مجال العلوم مجال التصنيع العسكري فهى دول ليست ذات تاريخ كبير عسكرياً و قد عانت طويلاً من الاستعمار والاحتلال البريطانى لعقود طويلة لكن بالنظر إلى حجمها الآن فى سوق التصنيع وسوق التسليح سنجد أنها استطاعت حفر اسمها والتواجد والمنافسة وسط دول طالما احتلت الصدارة فى تلك المجالات و يرجع السبب فى هذا التقدم لاهتمامها بالعلوم بشكل كبير و اهتمامها بمواردها البشرية واستغلالها جيداً. وهناك الكثير من الدول التي ظهر اسمها في الآونة الأخيرة ويمكن الاستفادة من تجاربها بشكل كبير مثلما استفاد العالم كله من قبل من تجارب النمور الآسيوية وخاصة النظر إلي الموارد المتاحة أياً كان نوعها واستخدامها الاستخدام الأمثل فليس هناك دول فقيرة ولكن هناك دول لم تعرف كيف تستغل امكانياتها ومواردها بالشكل الصحيح.
إرسال تعليق
إرسال تعليق