يعاني الشرقيون عموما والعرب على وجه التحديد من مشكلة التذمر من العمل والقيام بالأنشطة المتعلقة بالتعلم، وسواء كنا صغارا أو كبارا فكلنا ذلك الرجل، كلنا يشعر بالملل وتعتليه السآمة إذا طال به الوقت إزاء عمل يقوم به أو مواد دراسية يحصلها، ذلك أننا لم نسع يوما إلى ضرورة الربط بين المتعة والعمل أو التعلم، لم نكلف أنفسنا يوما عناء البحث في كيف تكون حياتنا ممتعة وأوقاتنا سعيدة ونحن نعمل أو نمارس نشاطات التعلم أو نشاطات الحياة بوجه عام.
لذلك فأنت تحتاج إلى تغيير أنماطك الحياتية، لتلقي حجرا في الماء الراكد، وقد آن الآوان لتطبيق مبدأ التلعيب أو اللوعبة " Gamification " ويعني دمج المتعة والإثارة والتسلية بالعمل والتعلم، للقضاء على ثيمات التكرار والنمطية والملل عند ممارسة نشاطات الحياة بوجه عام.
ومنذ خمس سنوات وتحديدا في العام 2010 كثر الحديث عن مفهوم ومبدأ التلعيب أو اللوعبة Gamification ، وقد قامت الكثير من المؤسسات والشركات النامية باستخدامه لرفع إنتاجية موظفيهم ومضاعفة المبيعات من خلال زيادة تفاعل المستخدمين، كما تم الاستعانة به في التعليم والتسويق ومجالات أخرى كثيرة، كان أسلوب اللوعبة أو التلعيب هو قبلة الحياة والإكسير الذي بث روح العمل والمنافسة بين الموظفين، والتفاعل وتغيير سلوك المستهلك.
فما هو التلعيب أو اللوعبة Gamification ؟
التلعيب أو اللوعبة Gamification هو عبارة عن تطبيق مكونات اللعبة (أو السابقة أو النشاط الرياضي) في أنماط أخرى غير متعلقة بالألعاب نفسها، كاستخدام الأنشطة والبرامج التلفزية والمسابقات في التسوق والأمال المختلفة والتعليم، لإتاحة الفرصة للعاملين أو العملاء أو امتعلمين للمشاركة في حل المشكلات وزيادة الإنتاجيات والوصول إلى أهداف محددة سلفا، مما يؤدي إلى مضاعفة العمل وإنجاز التحصيل.
ومن خلال التعريف السابق نرى أن الهدف من تطبيق مبادئ التلعيب أو اللوعبة هو مضاعفة المشاركة والتفاعل وإتاحة فرص أكثر تحفيزا وتشجيعا بالمشاركة، فلو كنت مالك شركة ورأيت أن الجانب الإنتاجي للعاملين قد قل عن ما عهو معهود، ولكن عندما تقوم بعقد مسابقات وأنشطة رياضية أو تحفيزية للعاملين فإنك ترى أن مستوى الكفاءة والإنجاز قد ارتفع، فقط كل ما يطلب منك تغيير نمط العمل وجعله أكثر تشويقا وإمتاعا من خلال تطبيق مبادئ مفهوم التلعيب أو اللوعبة Gamification.
ونفس الأمر في التعليم حيث إنه عادة ما يرتبط الجو التعليمي بالملل وتعاقب شرح المواد الدراسية، فلو استطعت أن تقوم بتحويل بعض المواد أو الأبواب الدراسية إلى لعبة مسلية فإن هذا يكسر حاجز الملل، ويعطي شعورا بالمتعة أثناء عملية التعلم.
ولو أردت دليلا على أهمية تطبيق مبادئ التلعيب أو اللوعبة في التعلم فانظر إلى مدى تجاوب الأطفال مع الألعاب واستيعابهم لها بمجرد الممارسة دونما حاجة إلى شروحات أو تنبيهات أو معلمين يلوحون عليهم بالعصا (!).
إذا كنت ممن يعانون من الملل في حياتك، أو ترى أن العاملين في شركتك أو مؤسستك قد قلت كفاءتهم وقدراتهم على العمل والإنتاج، أو لم تعد لديك قابلية للتعليم، أو لم يعد لتلاميذك أو أبنائك قدرة على التحصيل، فقم باستخدام وتطبيق استراتيجية التلعيب أو اللوعبة Gamification وستلاحظ مدى التقدم وإنجاز الأعمال والقدرة على التحصيل وإنها قد تضاعفت بصورة مذهلة.
لا تنسى أن تشاركنا رأيك !
إرسال تعليق
إرسال تعليق