تحتاج بيوتنا من الحين الى الآخر إلى طلاء وإعادة ترميم، وإصلاح ما تلف وصيانة ما تكسر، أو الاستعاضة عنه بجديد وهذا أمر تضطرنا إليه كثيرا ظروف الحياة، للحفاظ على دورنا وبيوتنا من الانهيار، والحرص على أن تكون عيوننا في سرور لدى النظر إلى بيوتنا وألوانها الزاهية، وإصلاح ما أفسدته العواصف وعوامل التعرية وأحوال الطقس من رطوبة وحرارة وعواصف ورياح، ولا ننسى كذلك الاهتمام ببيوتنا من الداخل، حتى نشعر بالطمأنينة لدى نظرنا إلى بهائها ورونقها.
والنفس أولى، والروح أجدر بالترميم والصينة، كمن من أنفس صدئت، وأرواح تعضنت وأصابتها اللزوجة؛ نظرا لأن أهليها وأصحابها لم يكلفوا أنفسهم عناء الصيانة، والإصلاح، والترميم، نعم إن أنفسنا كما بيوتنا وأجسامنا بحاجة إلى الصيانة والترميم، بسب ما يصيبها من ضراوة الزمن، وعواصف الأيام، ورياح الأحداث، فإنه ما من أحد إلى ومرت عليه حوادث وأحداث أصابت نفسه بالشروخ أحيانا وروحه بالتكسر أحيانا، فماذا فعل أي منا مع تلك الشروخ، هل حاولنا ترميمها وإزالة الصدأ عنها ؟ أم تركناها حتى امتلأت بالأتربة وأصابها التعفن.
إني لأرى الارتياح والمسرة لن يتحقق أي منهما، إلا بترك السباحة في الفراغ والقلق واليأ، إذا أردنا أن ننعم بحياتنا فلابد من الخروج من هذا النهر الآسن، وهذا الماء الراكد،وتك العبثية المقيتة، والخروج إلى حياة أرحب ينعم الإنسان فيها ببحوحة من الراحة والطمأنينة والتفاؤل.
لماذا لا نحاول إعادة طلاء نفوسنا باللون الأبيض، لماذا لا نعيد الشفافية لأرواحنا، لماذا لا نحاول أن نعبأ فراغات قلوبنا بالإيمان، وخواأت نفوسنا بالمحبة، وأن نجدد شرفات قلوبنا بالتفاؤل، ونعد قلوبنا لكي تكون أقدر على استراجع إنسانيتنا المفقودة، وحياتنا المترهلة، لكى تكون أقوى على مجابهة أعتى الظروف وأكثرها قسوة، ولتكن تلك الانتصارات على النفس وعلى الزمن وعلى كل ما من شأنه تعضين نفوسنا وتكير صفو رواحنا، حافزا ومشجعا لنا على المزيد من الانتصارات في مجالات الحياة الأخرى ؟
إن الابتسامة الصغيرة التي تكسو وجه شخص لأنه حقق نجاحا صغيرا هي نفسها الابتسامة التي تكسو وجهه يوم يحقق أعظم النجاحات، وينجز أعظم الطموحات، إن الأمر ليس مستحيلا ولا صعبا يوم ينتوي الإنسان ويعزم على تغيير نمط حياة بيد أن الأمر يحتاج إلى صبر وتجلد وتمرس، وهذا لا يكون إلا كمن ينحت تمثلا من جسده، فهل يطيق الإنسان صبرا على تغيير نفسه وطباعها وهو النحات والحجر في آن واحد ؟
لا تنسى أن تشاركنا رأيك !
إرسال تعليق
إرسال تعليق