دائما هناك اشخاص يكسرون القواعد ويحطمون المقايس .. اشخاص اعطى لهم الله العلم و المعرفة .. ولكن مهما كانت الشجاعة كيف يقوم شخص باجراء عملية جرحية لنفسه ؟؟ كيف استطاع ليونيد روجوزوف ان يتخدر جزئيا و يقوم بشق بطنه ؟؟ كيف استطاع ان يتمكن من ان يمكن من مسك مشرط برغم التخدير الجزئي ؟؟ في هذه المقالة سوف نتحدث عزيزي القارئ عن شجاعة طبيب قام بكسر القواعد واستطاع ان يجرى عملية ناجحة لنفسه ..
من هو ليونيد روجوزوف
ليونيد إيفانوفيتش روجوزوف ولد في 14 مارس 1934 بمدينة تشيتا أوبلاست في الاتحاد السوفياتي, وقد توفي في 21 سبتمبر 2000، في سانت بطرسبرغ، روسيا وكان طبيبا عاما اشترك في البعثة السادسة الروسية للقارة القطبية الجنوبية بين عامي 1960-1961 . في محطة نوفولازاريفسكايا.
كان طبيباً ذو بداية واعدة في عمله، لكنه ذهب مع البعثة قبل تقديم أُطروحته في طرق علاج السرطان، وكان الطبيب الوحيد فيها، وبعد وصوله القاعدة بستة أسابيع بدأ يشعر بالمرض: ضعف، غثيان، ألم في البطن مع ارتفاع في درجة الحرارة، وبصفته طبيباً كان التشخيص سهلاً عليه، فعرف من فوره أنه يعاني من التهاب حاد في الزائدة الدودية.
لكن أقرب مركز طبي كان على بعد 800 كم، ودوّن الطبيب في مذكرته أن آلامه تزايدت ولم يعد يرى خياراً أمامه سوى إجراء عملية جراحية لنفسه، بدلاً من الجلوس مكتوف الأيدي. وهذا بعد محاولات عديدة قام بها من اجل تخفيض الالم ولكن تلك المسكنات باءت بالفشل ولم تتمكن حتى من خفض درجة حرارتة .
وبدأت العملية حيث قام الطبيب الشاب ليونيد بتخدير نفسه ولكن تخدير موضعي فلقد قام بتخضير المنطقة التي سوف يقوم بشقها ولكن أبقى عقله بوعي يكفيه للانتباه الى اجراء العمليه بيده و كان يقوم بالعملية بوضعية المتكئ، وتعاون فريق العلماء في حمل المرآة التي استعان بها في رؤية ما يقوم به، وقام اصدقاؤه بمناولته الادوات التي كان يحتجها .. و عندما يشتد الالم على ليونيد ويشرع في فقد وعيه يقوم على الفور اصدقاؤه بحقنه بعقار منشط .
أثناء العمل الجراحي واجه الفريق والطبيب بعض الصعوبات، حيث سمع الفريق صوتاً من أمعاء الطبيب أثناء عمله، وكان الموقف صعباً عليهم ، لكنهم واصلوا حتى النهاية، وكان الطبيب يتعرق بشدة، حتى انهى عمله مبتلاً من كثرة التعرق، فتناول حبوباً منومة وخلد للراحة.
بعد نجاح العملية شعر الطبيب بتحسن وانخفضت حرارته بعد مرور 5 ايام و بعدها قام بازالة خيوط الجراحة ..ولم يمكث كثير ثم عاود العمل لمدة عام باكمله و بعدها عاد الي منزله وعيادته ويقول لكل من يمتدحه بابتسامه: “عمل كأي عمل آخر، حياة كأي حياة أخرى”
الأدوات التي استخدمها ليونيد في عمليته لا تزال محفوظة في المتحف
نترككم مع هذه الاقوال من الطبيب ليونيد تركها لنا لكي نتعلم الصبر و نتمسك بحايتنا والنجاة الى اخر نفس ..
-“عملت بدون قفازات، كان الرؤية صعبة، ساعدتني المرآة، لكنها أعاقتني أيضاً، فهي تريك الأشياء بالمقلوب، لذا عملت بشكل رئيسي عن طريق اللمس، وكان النزف شديداً، لكنني أخذت وقتي وحاولت أن أتأكد من عملي. …عندما قمت بشق غشاء البيرتوان، آذيت الأعور، وكان عليّ خياطته، وفجأة انتبهت إلى العديد من الإصابات الأخرى التي لم ألاحظها… بدأت أضعف وأضعف، وراودني شعورٌ بالدوار، فكنت آخذ استراحة من عشرين إلى خمس وعشرين ثانية كل أربع أو خمس دقائق من العمل…
-أخيراً شاهدت تلك الزائدة اللعينة، وأصابني الرعب عندما لاحظت البقعة السوداء آخرها، وهذا يعني أنه لو بقيت يوماً واحداً لانفجَرَت، أسوء اللحظات التي عانيت منها وأنا أزيل الزائدة عندما شعرت بارتفاع ملحوظ في سرعة دقات قلبي تبعها انخفاض، كما شعرت بأن يدي كالمطاط، ولم يبق سوى إزالة الزائدة.
- حسناً، لقد ظننت أن ذلك سينتهي بشكل سيء، وبعدها أدركت أنني نجوت…”
